tg-me.com/the_Quraann/11246
Last Update:
دروس في علوم القرآن / الدرس ( ٨١ )
💐 س / هل تكليف عامة البشر واجب على الله سبحانه أم لا ؟ وما هو الدليل لو كان واجباً ؟
🍂 ج / نعم واجب لإن البشر محتاجون إلى التكليف لأجل تكاملهم ، وحصولهم على السعادة الكبرى . فإذا لم يكلفهم الله سبحانه فلا يخلو الأمر من هذه الاحتمالات :
١ . فإما أن يكون ذلك لعدم علمه بحاجتهم إلى التكليف ، وهذا جهل يتنزه عنه الحق تعالى .
٢ . وإما لان الله أراد حجبهم عن الوصول إلى كمالاتهم ، وهذا بخل يستحيل على الجواد المطلق .
٣ . وإما لأنه أراد تكليفهم فلم يمكنه ذلك ، وهو عجز يمتنع على القادر المطلق .
وإذن فلا بد من تكليف البشر ، ومن الضروري أن التكليف يحتاج إلى مبلغ من نوع البشر يوقفهم على خفي التكليف واضحه : لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (٤٢) الأنفال
ومن الضروري أن يؤيد الله تعالى المبلغ بالمعجزة لما تقدّم في درس ( ٧٩ )
ولكن دلالة المعجز على صدق مدعي النبوة متوقفة على القول بأن العقل يحكم بالحسن والقبح بعض الأشياء مستقلاً عن الشرع كحكمه بأن العدل حسن والظلم قبيح .
أما الأشاعرة الذين ينكرون هذا القول ، ويمنعون حكم العقل بذلك فلا بد لهم من سد باب التصديق بالنبوة . وهذا أحد مفاسد هذا القول ، وإنما لزم من قولهم هذا سد باب التصديق بالنبوة ، لان المعجز إنما يكون دليلاً على صدق النبوة إذا قبح في العقل أن يظهر المعجز على يد الكاذب وإذا لم يحكم العقل بذلك لم يستطع أحد أن يميز بين الصادق والكاذب .
🔶 ش / قد يقال : أن فعل القبيح ــ كتصديق الكاذب بأدعاء النبوة مثلاً ــ وإن كان ممكناً على الله تعالى ولكن عادة الله قد جرت على تخصيص المعجزة بالصادق ، ومعه فلا تظهر معجزة على يد الكاذب ، ولا يلزم سد باب التصديق بالنبوة على قول الأشعريين ؟
🌹 ج / 1⃣ ـ أن عادة الله التي ذُكرت في الاشكال ليست من الأمور التي تدرك بالحس ، ويقع عليها السمع والبصر ، فينحصر طريق العلم بها بالعقل ، وإذا امتنع على العقل أن يحكم بالحسن والقبح ــ كما يراه الأشعري ــ لم يمكن لأحد أن يعلم باستقرار هذه العادة لله تعالى .
2⃣ ـ إن إثبات هذه العادة يتوقف على تصديق الأنبياء السابقين ، الذين جاءوا بالمعجزات حتى نعلم أن عادة الله قد استقرت على تخصيص المعجزة بالصادق .
أما المنكرون لتلك النبوات أو المشككون فيها فلا طريق لهم إلى إثبات هذه العادة فلا تقوم عليهم الحجة بالمعجزة ، وأنما تختص بالمصدقين بها فقط .
3⃣ ـ إذا تساوى الفعل والترك في نظر العقل ، ولم يحكم فيه بقبح ولا حسن ، فأي مانع يمنع الله أن يغير عادته ؟ وهو القادر المطلق الذي لا يسأل عما يفعل ، فيظهر المعجزة على يد الكاذب .
BY القرآن الكريم
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/the_Quraann/11246